القائمة الرئيسية

الصفحات

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

التنقل السريع

    أبا عبد الرحمن أمه أم عبد، أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ويقال كان سادسا في الإسلام وهاجر إلى الحبشة الهجرتين وشهد بدراً والمشاهد كلها وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ووساده وسواكه ونعليه وطهوره في السفر وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وسمته وكان خفيف اللحم قصيرا شديد الأدمة وكان من أجود الناس ثوبا ومن أطيب الناس ريحا وولي قضاء الكوفة وبين المال لعمر وصدرا من خلافة عثمان ثم صار إلى المدينة فمات بها سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وستين.

    عبد الله بن مسعود

    عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقد نفرا من المشركين فقالا يا غلام هل عندك من لبن تسقينا فقلت أني مؤتمن ولست ساقيكما فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل قلت نعم فأتيتهما بها فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح الضرع ودعا فحفل الضرع ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فيها فشرب أبو بكر ثم شربت ثم قال للضرع اقلص فقلص قال فأتيته بعد ذلك فقلت علمني من هذا القول قال: "انك غلام معلم" فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد١.

    هو: عبد الله بن مسعود بن غافل بمعجمة وفاء ابن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن من السابقين الأولين ومن كبار الصحابة مناقبه جمة وأمره عمر على الكوفة مات سنة اثنتين وثلاثين أو في التي بعدها بالمدينة.

    قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم:

     

    قال أبو موسى الاشعري لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ارى إلا ابن مسعود من أهله وعن القاسم بن عبد الرحمن قال كان عبد الله يلبس رسول الله. صلى الله عليه وسلم نعليه ثم يمشي امامه بالعصا حتى إذا أتي مجلسه نزع نعليه فادخلهما في ذراعيه واعطاه العصا فإذا أراد رسول الله. صلى الله عليه وسلم أن يقول البسه نعليه ثم مشى بالعصا امامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

     

    وعن أبي المليح عن عبد الله أنه كان يوقظ رسول الله. صلى الله عليه وسلم إذا نام ويستره إذا اغتسل ويمشي معه في الأرض وحشا.

     

    وعن عبد الله بن شداد بن الهاد أن عبد الله كان صاحب الوساد والسواك والنعلين.

     

    ذكر شبهه برسول الله صلى الله عليه وسلم:

     

    عن علقمة قل كان عبد الله يشبه بالنبي. صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وكان علقمة يشبه بعبد الله. وعن عبد الله بن يزيد قال اتينا حذيفة فقلنا له حدثنا بأقرب الناس برسول الله. صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا ودلا نأخذ عنه ونسمع منه قال كان اقرب الناس برسول الله هديا وسمتا ودلا عبد الله بن مسعود حتى يتوارى عنا في بيته ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد ان ابن أم عبد من اقربهم إلى الله زلفى والسلام.

     

    ذكر ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن مسعود:

     

    عن علقمة قال جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة فقال جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه فغضب وانتفخ حتى كاد يملا ما بين شعبتي الرجل فقال من هو ويحك قال عبد الله بن مسعود فما زال يطفا ويسير عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها ثم قال ويحك والله ما اعلم بقي من الناس أحد هو احق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك.

     

    ذكر ورعه:

     

    عن عمرو بن ميمون قال اختلفت إلى عبد الله بن مسعود سنة ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقول فيها قال رسول الله إلا أنه حدث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلاه الكرب حتى رأيت العرق يتحدر عن جبهته ثم قال إن شاء الله تعالى إما فوق ذلك وإما قريب من ذلك وإما دون ذلك.

     

    ذكر شدة خوفه وبكائه رضي الله عنه:

     

    عن مسروق قال قال رجل عن عبد الله ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين أكون من المقربين أحب إلي فقال عبد الله: لكن هاهنا رجل ود أنه إذا مات لا يبعث يعني نفسه.

     

    وعن جرير رجل من بجيلة قال قال عبد الله وددت اني إذا مت لم ابعث.

     

    وعن الحسن قال قال عبد الله بن مسعود لو وقفت بين الجنة والنار فقيل لي اختر نخيرك من أيهما تكون أحب إليك أو تكون رمادا؟ لأحببت أن أكون رمادا.

     

    وعن أبي وائل قال قال عبد الله وددت أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي وانه لا يعرف نسبي.

     

    وعن زيد بن وهب أن عبد الله بكى حتى رأيته أخذ بكفه من دموعه فقال به: هكذا.

     

    ذكر تواضعه:

     

    عن حبيب بن أبي ثابت قال خرج ابن مسعود ذات يوم فاتبعه ناس فقال لهم الكم حاجة قالوا لا ولكن أردنا أن نمشي معك قال ارجعوا فانه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع. وعن الحارث بن سويد قال قال عبد الله لو تعلمون ما اعلم من نفسي حثيتم على رأسي التراب.

    ايثاره ثواب الآخرة على شهوات النفس:

     

    عن الاحوص الجشمي قال دخلنا على ابن مسعود وعنده بنون له ثلاثة غلمان كأنهم الدنانير حسنا فجعلنا نتعجب من حسنهم فقال لنا كأنكم تغبطوني بهم قلنا والله أي والله بمثل هؤلاء يغبط المرء المسلم فرفع رأسه إلى سقف بيت له صغير قد عشش فيه خطاف وباض فقال والذي نفسي بيده لان أكون قد نفضت يدي عن تراب قبورهم أحب إلي أن يسقط عش هذا الخطاف وينكسر بيضه.

     

    وعن قيس بن جبير قال قال عبد الله حبذا المكروهان الموت والفقر وايم الله ان هو إلا الغنى والفقر وما أبالي بايهما بليت إن حق الله في كل واحد منهما واجب وان كان الغنى فيه للعطف وان كان للفقراء ان فيه للصبر.

     

    وعن الحسن قال قال عبد الله بن مسعود ما أبالي إذا رجعت إلى أهلي على أي حال اراهم بخير أو بشر أم بضر وما أصبحت على حالة فتمنيت أني على سواها.

     

    ذكر جملة من مناقبه وكلامه رضي الله عنه:

     

    عن عبد الله بن مرادس قال كان عبد الله يخطبنا كل خميس فيتكلم بكلمات فيسكت حين يسكت ونحن نشتهي ان يزيدنا.

     

    وعن عبد الله بن وليد قال سمعت عبد الرحمن بن حجيرة يحدث عن أبيه عن ابن مسعود أنه كان يقول إذا قعد يذكر انكم في ممر من الليل والنهار في اجال منقوصة واعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن زرع خيرا فيوشك ان يحصد رغبة ومن زرع شرا فيوشك ان يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له فان اعطى خيرا فالله اعطاه ومن وقي شرا فالله وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالسهم زيادة رواه الإمام أحمد.

    وعن الاحوص عن عبد الله أنه كان يوم الخميس قائماً فيقول إنما هما اثنتان الهدي والكلام وافضل الكلام كلام الله وافضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وان كل محدثة بدعة فلا يطولن عليكم الأمد ولا يلهينكم الأمل فان كل ما هو آت قريب إلا وان بعيدا ما ليس أتيا إلا وان الشقي من شقي في بطن أمه وان السعيد من وعظ بغيره إلا وان قتال المسلم كفر وسبابه فسوق ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام حتى يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويعوده إذا مرض إلا وان شر الروايا روايا

    لكذب إلا وان الكذب لا يصلح منه هزل ولا جد ولا أن يعد الرجل صبيه شيئا ثم لا ينجزه له إلا وان الكذب يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة إلا وانه يقال للصادق صدق حتى يكتب عند الله عز وجل صديقا ويكذب حتى يكتب عند الله عز وجل كذابا إلا وهل انبئكم ما العضة قيل وما هي قال هي النميمة التي تفسد بين الناس".